دليل الأزواج
تأليف: هارفيل هندريكس
عدد الصفحات: 394
لقد وضع الدكتور " هارفيل هندريكس " بالاشتراك مع زوجته " هيلين لاكيلى هانت " - الحاصلة على درجتى الماجستير ودبلومة الجمعيى الطبية - الأسس لأسلوب علاج العلاقات الزوجية عن طريق الصورة الذهنية ، وهى عبارة عن عملية علاجية فريدة من نوعها ، تصلح لكى يستخدمها الأزواج والأشخاص المقبلون على الزواج ، والآباء والأمهات .
الحب عندما يكون حقيقيا، فإنه لا ينضب سواء في الأوقات السعيدة والمريحة أو في الأوقات الصعبة، وفي أغلب الأوقات، يشعر المرء بقوة الحب وبهجته، إلى أن يصل الطرفان إلى نقطة الاختلاف، ويتحول الأمر إلى مشاعر بغيضة ومريرة، تؤدي في النهاية إلى الانفصال.
ويرى خبير العلاقات الزوجية والخبير النفسي الشهير د. هارفيل هندريكس، أن على الغالبية العظمى من البشر إعادة التفكير بأمر الحب، فالحب ليس مجرد مشاعر، وهو ليس مشاعر على الإطلاق، موضحا "الحب هو فعل وسلوك تكون الأولوية فيه رعاية شخص آخر، ويكون ذلك هو الهدف الرئيسي له".
والحب الذي يعتمد على المشاعر فقط يزول فورا عندما تتغير الظروف، في حين أن الحب، حب الفعل لا يعتمد على ما تشعر به او ما تفكر به، بل هو التزام غير مشروط للشخص الآخر.
والمرء لا يستطيع أن يكسب الحب الحقيقي، كما يوضح هندريكس، فهو لا يخضع لمدى كونك شخصا جيدا أو لقدرتك المستمرة على إسعاد الشريك طوال الوقت، بل يتعلق بمدى حب وجودك مع الشريك بكل الظروف.
ويشير هندريكس إلى أن أغلب الناس يحبون صورة الشخص بدلا من جوهره، وهذا بحد ذاته مدمر لأي علاقة تنشأ من هذا المبدأ الخاطئ، لذا على المرء التمعن حقا في اختياره، وأن يدرس علاقته جيدا قبل أن يلزم نفسه بكلمة الحب.
والحب الحقيقي، لا يعني أن يكون الطرفان متشابهين، بل قد يكونان مختلفين، ويدور بينهما نقاش عذب ومع مرور الوقت يشعر الطرفان أن هنالك مسافة بين بعضهما، وأن تلك المسافة تشكل الحب بينهما.
ويوضح هندريكس أن المسافة بين الشريكين هي مقياس الحب وهي منطقة لا تقع داخلنا، لذلك يشعر المرء الذي يحب الآخر حبا حقيقيا، أنه لا يرغب في خدش هذه المسافة الجميلة بينهما عن طريق دمجه مع الآخر.
ويردف "بينما في الحب الرومانسي يشعر المرء أنه والآخر شخص واحد، وهذا ما نسميه (الاندماج الرمزي)، وهذا يعني أن الشخص الآخر يعيش في عالمي، وأنا أحب الشوكولاتة إذا على الآخر أن يحبها أيضا". ولكن الحب الحقيقي كما يعرفه هندريكس، هو أن يدرك المرء أن شريكه مختلف، وهذا يخلق لديه وعيا كافيا، ليدرك أنه يعيش مع شخص آخر "وأن الشخص الآخر موجود وليس مجرد تكميل أو شخص منصهر في بوتقتك".
هذا المستوى العميق من العلم والاعتراف بهذه الحقيقة، هي تذكرة الوصول لحكم أفضل في العلاقة، أي أن المرء بهذا الفهم العميق للحب، يستطيع التعبير جيدا عما يريد، ولا يشعر بالحرج من الآخر الذي يحبه، ويخشى أن يجرحه في حال أخبره مشاعره تجاه أمر ما. وهذه المصارحة تدفع الأزواج أن يتعرفوا على بعضهم بشكل أعمق وتصبح العلاقة امتن.
ويجب على المرء أن يكون حريصا ومهتما بالآخر، وعليه أن يكون صمام الأمان له ومكان الثقة، بحيث يشعره أن المرء الذي يستمع له من دون أن ينتقده أو يصدر أحكاما عليه أن يحاول توجيهه من دون الضغط عليه في حال أخطأ، وأن يكون المشجع في حال فعل الصواب، لأن الشعور بأن الآخر ينتقده على الدوام، يشعر المرء بأنه فاشل، فيحثه هذا الشعور على البحث عن مكان ومساحة أخرى ليعبر فيها عن عاطفته، وهذا يخلق شرخا على المدى البعيد.
ويضيف هندريكس أنه لا يوجد في الحب شيء اسمه "النقد البناء"، ويعتقد أن الزيجات جميعها يمكن إنقاذها، رائيا أن الطلاق هو عملية إجهاض لنمو العلاقة بين الطرفين.
والطبيعة البشرية، وفق هندريكس، تنجذب إلى شخص يمثل الرعاية التي تلقاها في طفولته، وفي هذه العلاقة التي تنمو بين بالغين، يمكن للمرء أن يشفي جراحه القديمة، ويغلق الصفحات المؤلمة في حياته".
ويقول "إن إنهاء الزواج من دون حل الصراعات وفهم دورك في خلقها ستجعلك تكرر نفس الأمر مع أي شريك تعثر عليه، وهذا سيجعلك تشعر بالاحباط والاكتئاب، لذلك على المرء أن يعطي علاقته المساحة ليعبر كل فرد عن رأيه وينفس عن غضبه من دون الشعور بالذنب لفعل ذلك، لأن هذه الصراعات ستجعل الحب ينمو بشكل أقوى".
ويقول "ومهما كانت الظروف لا يجوز على الأزواج أن ينتقدوا بعضهم، واللوم أمر خطير ينمي المشاكل، ويوصل العلاقة الى الحضيض، فالنقد يعد إساءة، والنقد يعني أنك تريد أن توصل رسالة للشريك أنه شخص سيئ وأنه يعاني من مشكلات تحاول أنت أن تحلها له".
في الحب الحقيقي يشعر المرء بالامتنان لوجود شخص بجانبه يؤيده حين يصيب ويواسيه حين يخطئ أو يحزن، والمهم أن يدرك المرء أن شريكه إنسان مستقل بتفكيره وبمشاعره، وعليه بناء على ذلك لمنح مساحة له ليدوم هذا الحب.
هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟؟
أترك بصمتك وشاركنا برأيك
الف شكر لكم على الكتاب القيم
ReplyDelete