ShareThis

♥’’ أُحِبُّهَـا بجُـنـون ‘‘♥



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


منذُ أنْ عرفتُها لا أنامُ الليلَ ، ولا أتذوَّقُ طعامًا ، ولا أُطيقُ أنْ أسمعَ كلمةً مِن أحـد . أصبحَت تَشغلُ كُلَّ تفكيري لدرجةِ أَنِّي أصبحتُ وحيدةً مُنعزلةً عن الناسِ حولي ، بلا علاقاتٍ ولا صديقات . كُلَّما كلَّمتُها شعرتُ بسعادةٍ غامرة ، ووَدِدْتُ أنْ لو كانت بالقُربِ مِنِّي . أَغارُ عليها مِن نِسمةِ الهواءِ إنْ لامَسَتْها ، وأحترِقُ مِن داخلي إنْ رأيتُ فتاةً غيري كلَّمَتْها . حياتي بدونِها سراب ، وبُعـدُها عَنِّي عـذاب . إنْ غَضِبَتْ مِنِّي يومًا مَرِضْتُ ، وإنْ لم تَرُدّ على اتِّصالي بَكَيْتُ ، وإنْ لم أَرَها يومًا تضايقتُ سائِرَ يومي وحَزِنْتُ . هِيَ الشَّمْعَةُ التي تُنيرُ حياتي ، وهِيَ أغلى صديقاتي . لا أتَخَيَّلُ حياتي بدونِها ، وأَوَدُّ لو أهْجُرُ العالَمَ بأسْرِهِ وأبقى بٌقربِها .


هـذا ما قالتْهُ ريـم ، و أمـلُ تنظرُ إليها مُتَعَجِّبَةً مِمَّا تسمع .


ثُمَّ قالت : ماذا جَرَى لَكِ يا صديقتي ..؟! ما هـذا الكلامُ الغريبُ الذي أسمعهُ مِنكِ ..؟!


ريـم : سأموتُ يا أمـل إنْ لم تُكَلِّمني .


أمـل : لهـذه الدرجـة ..!! ومَن تقصدين بكلامِكِ ..؟!!


ريـم : أقصِـدُ صديقَتَنا رحـاب .. أُحِبُّها يا أمـل ، ولا أستطيعُ الاستغناءَ عنها أو كِتمانَ مشاعري نحوَها .


أمـل : رحـاب ..!!!


ريـم : نعم ، رحـاب ، لكنَّها لا تُعيرنُي اهتمامًا .


أمـل : وهـذا أفضــل .


ريـم : ماذا : / ..؟ لم تكُن رحـاب هكـذا مِن قبل ، بل كانت تُحِبُّني ، وتَسعـدُ عند سماعِ صوتي ، وتأتي إليَّ وتزورُني في بيتي . لم تكُن أبـدًا بهـذه القسوةِ التي هِيَ عليها الآن .


أمـل : بالعكس يا ريـم ، رحـاب فتاةٌ طيِّبـةٌ جـدًا ، وليست قاسيةً كما تزعُمين .


ريـم : ولِمَ تتصرَّفُ معي بهـذه الطريقة ..؟!! كُلَّما اتَّصلتُ عليها لم تَرُدّ عليَّ ، ورُبَّما أغلَقَت جوَّالَها ، وإذا ذَهَبْتُ لِزيارَتِها تركتني أجلِسُ مع أُمِّها بحُجَّةِ أنَّها مُنشغِلَة . دائمًا تتهرَّبُ مِنِّي ومِن الحديثِ معي .


أمـل : لقـد أَحْسَنَت صُنعًا ، فـ رحـاب فتاةٌ عاقِلة ، مشاعِرُها مُتَّزِنة ، لا تفعلُ إلَّا ما تراه حقًّا ، وما تفعله معكِ لا يعني أنَّها تقسو عليكِ أو تُبغِضُكِ ، فهِيَ تُحِبُّكِ ، ولا تُريدُكِ أنْ تتعلَّقي بها بهـذه الدرجة التي وصلتِ إليها .


ريـم : لا ، لا تُحِبُّني .


أمـل : بل تُحِبُّكِ ، وتُريدُ أنْ تبقى عِلاقتكُما قائمةً على الحُبِّ والأخوَّةِ في الله ، بلا إفراطٍ ولا تفريط . رحـاب مِن أقرب صديقاتي إليَّ وأنا أعرِفُها جيدًا .


ريـم : لكِنَّها تُعامِلُكِ بلُطفٍ وتتودَّدُ إليكِ ، ولا تفعلُ معي ذلك .


أمـل : تعرفين يا ريـم حديثَ السبعةِ الذين يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه ..؟


ريـم : نعم ، أعرفه .


أمـل : في الحديث : (( ورجلان تحابَّا في اللهِ ، اجتمعا عليه ، وتفرَّقا عليه )) .. هـذا أساسُ عِلاقتِنا أنا و رحـاب ؛ نُحِبُّ بعضَنا في الله ، نتعاونُ ، نتحاوَرُ ، نتزاورُ ، نتواصَلُ مع بعضِنا ، لكنْ بلا إفراط .. قـد نختلِفُ أحيانًا ، لكنَّ هـذا لا يُفسِـدُ عِلاقَتَنا ؛ لأنَّنا لا نُريدُ بها مصلحةً دُنيوية ، بل هِيَ خالِصةٌ للهِ سُبحانه وتعالى ، وما كان للهِ دام واتَّصَـل .


ريـم : لكنْ ما ذنبي أنا ..؟! وماذا أفعلُ وأنا أُحِبُّها بجُنون ..؟!!


أمـل : استمرارُكِ على ما أنتِ عليه قـد يُوقِعُكِ في الحَـرام .


ريـم : حـرام ..!!! أعـوذُ باللهِ مِن ذلك .


أمـل : تعرفين سببَ وقوعِكِ فيما أنتِ فيه يا ريـم ..؟!!


ريـم : لا أعـرِفُ شيئًا يا أمـل .. كَفَى كَفَى : / .


أمـل : بل اسمعيني .. مُشاهدتُكِ للمُسلسلات ، وسماعُكِ للأغنيات ، وكثرةُ غِيابُكِ عن جامعتِكِ وعـدمُ حُضورِكِ للمُحاضرات ، ومُصاحبتُكِ للتَّافِهات ، وعـدمُ تقديرِكِ لقيمةِ الأوقات ، هو الذي أوْدَى بِكِ إلى هـذا .. ولو لم تُحاوِلي الإصلاحَ مِن نفسِكِ ، فسيكونُ مصيرَكِ الدَّمارُ والتَّعَبُ طوالَ حياتِكِ .


ريـم : وهل انتهيتِ مِن إلقاءِ مُحاضرتِكِ يا أُستاذة : / ..؟


أمـل : لستُ أُستاذة ، ولم أنتـهِ بعـد .. كثيرًا ما نصحناكِ بالمُحافظةِ على وقتِكِ وعـدمِ تضييعِهِ في أمورٍ تافهةٍ لا تنفعُكِ في دُنياكِ ولا أُخراكِ ، لكنَّكِ لم تستجيبي .


ريـم : وما العملُ إذًا ..؟!!


أمـل : العملُ أنْ تأخُذي بنصائِحنا ، وأنْ تجعلي حُبَّ اللهِ - عَزَّ وجلَّ - وحُبَّ رسولِهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فوقَ كُلِّ حُبِّ .


ريـم : سأُحاوِلُ بإذن الله . لَكِنِّي قَصَدتُ رحـاب .


أمـل : اجعلي حُبَّكِ لها حُبًّا خالِصًا للهِ عَزَّ وجلَّ ، لا يَشُوبُه ما يُعَكِّرُ صَفْوَه . كُوني مُتَّزِنَةً في مشاعِرِكِ وفي حُكمِكِ على الآخَرين . واهتمِّي بدراسَتِكِ . وإنْ وَجدتِ عندكِ وقتَ فراغٍ ، فحاولي إشغالَهُ بالنافعِ المُفيدِ لَكِ في دينِكِ ودُنياكِ ؛ كحِفظِ القُرآنِ الكريمِ ، والقراءةِ في كُتُبِ العِلمِ النافعة ، أو المُشاركةِ في المُنتدياتِ الإسلاميَّةِ النّسائيَّة . ونحنُ نسعـدُ بتركِكِ لِصُحبةِ السُّوءِ ، وبوجودِكِ بيننا أنـا و رحـاب و نـدَى و وفـاء .


ريـم : يا لَها مِن صُحبةٍ طَيِّبةٍ تتوقُ نفسي لها ..! سأُحاوِلُ الأخـذَ بنصيحَتِكِ قَـدْرَ استطاعتي . وأشكُرُكِ يا أمـل على رَحابةِ صدركِ وعلى نصائِحِكِ . جزاكِ اللهُ خيرًا .


أمـل : آميـن ، وإيَّاكِ يا حبيبـة .


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي






هل أعجبك الموضوع ..؟ هل استفدت منه ..؟ هل تتفق أو تختلف مع محتواه من وجهة نظرك ..؟ 
ننتظر منك تعليقك هنا أسفل الموضوع

شارك الموضوع مع اصدقائك

هل أعجبك الموضوع؟؟

اشترك معنا و تابع جديد المدونة :)

كن من متابعينا

0 comments:

Post a Comment

:a :b :c :d :e :f :g :h :i :j :k :l :m :n :o :p :q :r :s

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )